دخل الأستاذ والصحفي المهني محمد الشيخ ولد سيد محمد بعد تعيينه مديرا عاما للإذاعة وهو واع جدا لطبيعة التحدي الذي عليه أن يتجاوزه ، وأن يعيد إلى هذه المؤسسة دورها وسمعتها ويبني من جديد جسور الثقة والتواصل مابينها وبين المستمعين والمواطنين ، بعد أن إنقطعت حبال الود والألفة بينهما بفعل ممارسات الماضي .

أيام قلائل على تسلمه مهامه وبدأ محمد الشيخ في تنفيذ برنامج رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني الإصلاحي بكل عزيمة وإصرار وأيضا بكل كفاءة وأقتدار ، كانت خطة الإصلاح التي وضعها تعتمد على ثلاثة محاور أساسية هي :

أولا : العنصر البشري ... ثانيا : الحرية الإعلامية ... ثالثا : جودة الإنتاج .

فبالنسبة للمحور الأول كان تركيزه منصبا على تحسين مستويات طاقمه وتزويده بالقدرات المادية واللوجستية لتطوير أدائه فعمد الى زيادة رواتب وأجور العمال الرسميين والمتعاونين .

فتم إطلاق سلسلة من دورات التكوين الميداني شملت جميع عمال الإذاعة بكافة تخصصاتهم وميادين أعمالهم .

ولتحرير الطاقات وتجاوز الهواجس والعقد إجتمع محمد الشيخ بعمال الإذاعة في أكثر من مناسبة أشعرهم خلال كل اجتماع ، أن حريتهم في الإبداع والتطوير لا تنتهي إلا عندما تبدأ حرية الآخرين وأن الحرية المسؤولة والبناءة هي التي تحتاجها البلاد ويحتاجها المواطن ، وليس الحرية التي تعني الترهات وسرد الإتهامات والتشدق بالألفاظ البذيئة والتنابز بالألقاب .

وفي محاولة منه لتأكيد ذلك سعى إلى إكتتاب العديد من الشبان المفعمين بالحيوية النشاط ، والمتحررين من رواسب الماضي وعقده ، ينضافون إلى أهل الخبرة والتجربة ليأتي الخليط فريقا متكاملا تحلم به أية محطة أو مؤسسة إعلامية أخرى .

وفي خط وتوقيت موازيين يؤكدان نبل أهدافه وسمو توجهاته انتقل محمد الشيخ إلى البند أو المحور الثاني من خطته الإصلاحية وهو المتعلق بتحسين الإنتاج وجودته حيث تم تطوير الكثير من البرامج لتلائم النسق العام ، وتم استحداث مسطرة برامجية دخل بموجبها على اثير الإذاعة كبار السياسيين والمفكرين وقادة الرأي وصناع القرار .... وأعداد لاحصر لها من الصحفيين والنقابيين وناشطي حقوق الإنسان والفاعلون في كافة هيئات المجتمع المدني ....

وكانت شهاداتهم تنطق بالثناء عليه في مسايرة نهج رئيس الجمهورية في الإنفتاح وخلق مناخ تصالحي وفتحت أمواج الإذاعة وأثيرها أمام المستمعين والمواطنين للمشاركة بكامل الحرية والاستقلالية في اثراء النقاشات وطرح المشاكل والهموم ومساءلة الوزراء وكبار المسؤولين والمعنيين ومسيري الشأن العام حتى صار أثير الإذاعة برلمانا أو محكمة شعبية بكل ماتعنيه الكلمة من معنى ....

أما بالنسبة للمحور الثالث فقد وعى محمد الشيخ أن مركزية الإستفادة من خدمات الإذاعة في نواكشوط وانواذيبوا أمر غريب وسيء في ذات الوقت بل إنه مخالف أيضا للقانون ، لأن الإذاعة مؤسسة عمومية تستهدف توعية المواطنين فقام بفتح محطات جهوية في جميع ولايات الوطن .

ولم يتوقف الأمر عند ذلك بل إن النزعة الوطنية والإحساس بالمسؤولية التي يتمتع بها الرجل جعلته ينظر إلى مواطنيه حتى خلف المحيطات وفي بلدان المهجر والغربة فعمد إلى تركيب بث الإذاعة بالصوت والصورة على الشبكة العنكبوتية " الإنترنت "

ليتمكن جميع الموريتانيين في الخارج من التواصل اليومي مع بلادهم ووطنهم عبر إذاعة موريتانيا من خلال صفحة على الفيس بوك تفوق مشاهدتها الآن 100 الف مشاهد  .....

كما عمد على تقوية اللحمة الاجتماعية من خلال إنشاء الإذاعة الثقافية التي أذابت الفوارق الاجتماعية وأنصهرت فيها جميع العينات في لوحة بديعية تنم عن وحدة وانسجام وتقارب فئات المجتمع وتبادل الخبرات فيما بينها في جو من الشفافية والمسؤولية والإحترام المتبادل .

وبالنسبة للمجلس العلمي لإذاعة القرآن الكريم فقد إهتم به محمد الشيخ إهتماما كبيرا مما جعل القراء والفقهاء والأئمة العلماء يشيدون بهذا العمل الرائع الذي أصبحت الإذاعة تعيشه واقعا ورأي العين مع مستمعيها الكرام .

وبهذا يكون محمد الشيخ قد وضع الإذاعة في واجهة الإعلام السمعي البصري وأعطاها ذكرا وصيتا على كل قطاعات الإعلام كان له عظيم الأثر في مواكبة جميع النشاطات في الدولة مع جاهزية فريق إذاعي متكامل ولا أدل على  ذالك مما شاهده فخامة رئيس الجمهورية في معرض مدائن التراث " وادان " حيث إطلع على الخيم التي ضربتها ونصبتها الإذاعة لعروضها الثقافية التي نالت إعجاب الجميع وقد جهز مدير الإذاعة كافة الوسائل اللوجستية والمعدات والفرق الاذاعية لانجاح المهرجان.

وفي رسالته الوطنية النبيلة تمكن محمد الشيخ من خلال مسابقات القرآن والسيرة من تحصين فئة الشباب من الغلو والتطرف والإنحراف كما جالت فرق إذاعة موريتانيا في البلاد شرقا وغربا لتستخرج كنوز المحاظر وتنفض الغبار عن أوعية العلم التي كانت ولا تزال تبين دين الله تبيانا وعرفت بشيوخ تلك المحاظر لتربط الحاضر بالماضي وتنير المستقبل للأجيال اللاحقة فكان محمد الشيخ ولد سيد محمد قائد هذا القطار المعرفي والإعلام السمعي البصري واليوم أصبحت الإذاعة في عهده معلمة عصرية من خلال ترميمها وهو عمل سيبقى للأجيال شاهدا على وطنية الرجل وإيمانه بموريتانيا الوطن .  

 

الصحفي بإذاعة موريتانيا  احمد سالم ولد التباخ