كشف المستور ..... للعام الثاني على التوالي يقود الخمسيني
سيد محمد ولد أوداعه فريقا من ثلاثين شابا للتطوع في أعمال التنظيف والتعقيم للمباني المدرسية بنواذيبو..وذلك إلى جانب متطوعين من رابطات أولياء التلاميذ والمجتمع المدني ،وبدعم من بلدية المدينة.
الملامح الجادة والصرامة في التعليمات تكشف عن جانبا من شخصية ولد أوداعه الذي انخرط في سن مبكرة في سلك الكشافة ،ليتبوأ اليوم موقع المسؤول الأول عن النشاط الكشفي في العاصمة الاقتصادية..
مشكل مؤرق
الاوساخ تحاصر السور الخارجي للاعدادية
كان انطلاق حملة تنظيف المباني المدرسية مطلع الجاري بأقدم مدارس نواذيبو، مدرسة لعريكيب2 التي يعود تأسيسها إلى ستينيات القرن الماضي فرصة لالتقاء بالمفوض ولد أوداعه الذي يقول إن الأوساخ والنفايات تظل من أكثر ما يؤرق الساكنة ،خاصة تلك المتراكمة خارج أسوار المدارس والمباني التعليمية رغم أن وضعية المدارس أفضل هذا العام من الأعوام السابقة..الأشجار تحتل باحة الاعدادية
ويحمل مفوض الكشافة ولد أوداعه شركات النظافة كامل المسؤولية عن هذا الوضع المزري.مبان بلا معايير
على بعد أمتار قليلة تجمع عشرات النسوة من حي لعركيب ،أقدم أحياء نواذيبو إلى جانب حي الصالة والغيران وكانصادو – في انتظار وصول المسؤولين الحكوميين والمنتحبين لإطلاق الحملة رسميا..من بين هؤلاء عيشة بنت فرجو من رابطة آباء التلاميذ التي تضع على رأس مطالب السكان توسيع المباني المدرسية لتستوعب كل النشاطات المدرسية ،بما فيها تحية العلم حيث ضاقت الساحة حتى عن تجميع التلاميذ حول سارية العلم الوطني التي كان يرفرف فوقها علم جديد.
كما تشكو حجرات المدرسة التي لا يزال بعضها مغطى بالصفيح من الاكتظاظ وتقعرالأرضيات ،وتهالك الطاولات والأبواب والنوافذ كما تقول بنت فرجو، وهي تشير إلى ركن قصي يؤوي مراحيض وصفت وضعيتها بالمزرية.
مسؤولية مشتركة
أبواب مهترئة وأرضيات مقعرة ونوافذ متهالكة
كان الشباب المتطوعون قد بدأوا كنس الأرضيات وباحة المدرسة في انتظار وصول مسؤولي الانطلاقة الرسمية للنشاط فيما كان السبعيني محمد أعلي يغالب العبرات ،وهو يتذكر أول يوم له في هذه المدرسة منتصف الستينات ،وهو طفل صغير قدم لتوه من بوادي تيرس..كانت المعلمة حينها فرنسية وعدد التلاميذ قليلا، وهناك صرامة في التقيد بالتعليمات، ولا يزال يذكر كيف عاقبته المدرسة بسبب تبوله بمحاذاة الباب ،لأنه لم يكن يعلم بوجود مكان مخصص لذلك..وقد احتج بعض أقاربه وهموا بالانتقام من المعلمة، قبل أن يتم تحويله إلى مدرسة أخرى.ولد أعلي اليوم كنشاط في المجتمع المدني بنواذيبو يرى أن التعليم مسؤولية مشتركة بين المدرسين والتلاميذ وأولياء الأمور والسلطات والكل يتحمل مسؤولية الإخفاقات التي يعاني منها.
رئيس رابطة وكلاء التلاميذ ب لعريكيب يؤكد على مطالب النسوة خاصة وجود مطبات لتخفيف السرعة على الطريق المعبد المحاذي للمدرسة، وكذا فرض زي موحد للتلاميذ، مع التقيد بدورة محددة لأعمال النظافة المدرسية وليس بشكل موسمي.
صورة مكررة
في أنواذيبو أزيد من 45 مؤسسة تعليمية ما بين ابتدائية وثانوية،وقد قامت البلدية بإعادة تأهيل وإصلاح 26 مدرسة كانت في حالة مزرية، وفق عمدة المدينة القاسم ولد بلال حيث كانت بلا حراس وحيطانها متهدمة وبلا مرافق وهكذا ،والقول للعمدة رممت البلدية 22مدرسة وشيدت بها تلك المرافق وبدأت برنامجا للتوأمة مع مدارس أجنبية ،إلا أن الجائحة أثرت على هذا المسار.ولا زالت أعمال الإنشاء تجري في 5مدارس و9 من رياض الأطفال.
في الاعدادية رقم 3 بنواذيبو لا تختلف الصورة كثيرا فأكوام الأوساخ تخنق السور الخارجي للمدرسة، وتحتل الأشجار الكثيفة أجزاء واساة من باحتها، فيما تبدو الأبواب والنوافذ في حالة مزرية،وهناك تصدعات في أساسات المبنى يخشى أن تؤثر في قوته وتماسكه ،مما يهدد حياة التلاميذ بالخطر لا قدر الله يعلق أحد الأهالي .
جهود ضائعة
عمال تابعون لأحد المقاولين يحاولون إنقاذ ما يمكن إنقاذه من خلال إعادة طلاء السبورات وإجراء تصلحيات للأبواب والنوافذ ،ومع ذلك لا يبدو المقاول الذي رفض الإفصاح عن اسمه متحمسا ،عند الحديث عن وجود اهتمام جديد بالتعليم هذا العام، فالأوضاع على حالها وفق تعبيره.
موقف لا يراه أحمد ولد أركاب الأمين العام لمنتدى منظمات المجتمع المدني بنواذيب الذي يشكر كل الجهات التي هبت لإنجاح افتتاح هذا العام وشاركت في حملة النظافة ،مضيفا أن نواذيبو تفخر بتصدرها الناجحين في المسابقات الوطنية هذا العام وذلك رغم ظروف الجائحة.
وهو ما أكدته كذلك المديرة الجهوية للتعليم سابقا بنواذيبو صفية بنت بمب في تصريحات سابقة للوكالة الموريتانية للأنباء بقولها :إن الولاية عرفت زيادة في نسبة النجاح في الشهادات والمسابقات الوطنية، مقارنة مع باقية ولايات الوطن حيث كانت نسبة النجاح في دخول السنة الأولى إعدادية تساوي ٦٨٪ من المشاركين، وكذلك حال ناجحي باكلوريا الرياضيات حيث كانت النسبة مرتفعة أيضا ،مقارنة مع النسب في باقي ولايات الوطن.
ورغم مطالب الإصلاح ونداءات التدخل لا يكاد واقع البنى التعليمية في نواذيبو يختلف كثيرا عن نظيره في باقي مدن البلاد، مما يعني ضرورة إصلاح تعليمي شامل يكون محوره العملية التعليمية بكل أبعادها ولا يتوقف عند وضع رتوش شكلية، ولا على حملات تنظيف موسمية مفتتح كل عام دراسي يعلق أحد المراقبين.
0 comments :
إرسال تعليق